You are currently viewing كيف يمكن للعلوم السلوكية أن تشجع الموظفين على المشاركة؟

كيف يمكن للعلوم السلوكية أن تشجع الموظفين على المشاركة؟

من أهم المعوقات التي تواجه منظمين برامج تعزيز الصحة هو عزوف الموظفين عن المشاركة. العلوم السلوكية قد تساعدنا في فهم سبب عدم مشاركة الموظفين، كما يمكنها تقديم حلول لرفع نسبة مشاركتهم والنجاح بشكل أفضل. تفترض النماذج الاقتصادية القياسية ضمنيًا أن الموظفين سوف يلتحقون ببرامج تعزيز الصحة ويكملونها إذا كانت فوائد القيام بذلك تفوق التكاليف. لكن قرار المشاركة أكثر تعقيدًا إلى حد كبير. بدء أو إكمال برنامج تعزيز الصحة يعني تكييف البرنامج مع روتين الموظف اليومي أو الأسبوعي، مما قد يؤثر على جدول أعماله أو قضاء وقت أقل مع العائلة.

في المنظمات المعتادة على التعليم والتطوير المستمر لن تواجه مشكلة كبيرة مع الموظفين لأنهم معتادين على ثقافة التغيير ويفهمون مزاياها. في بعض المنظمات قد يقضي الموظف سنوات منذ انضمامه إلى دورة تعليمية أو ورشة عمل تدريبية وهذا النوع من الموظفين غالبًا يقاوم التغيير. من أهم الحواجز السلوكية التي تعيق مشاركة الموظف ما يلي:

عقلية النمو

لا يدخل الموظفون دائمًا برامج تعزيز الصحة بعقلية النمو. يتساءل العديد من المشاركين في البرنامج عما إذا كانوا قادرين على النجاح والنمو في برامجهم. وصف أحد الموظفين المشاركين الذين بدأوا برنامجًا عبر الإنترنت بأنهم يعانون من إجهاد حاد حول قدرتهم على النجاح. إن ضمان بناء البرامج بحيث يرى المشاركون أنفسهم على أنهم متعلمون قادرون على النمو والتحسين من خلال الممارسة الثابتة أمر بالغ الأهمية لبرامج تعزيز الصحة التي تركز على رفع الوعي وتعزيز السلوك الإيجابي.

مواجهة الخبرات السابقة

قد يكون للموظفين ارتباطات سلبية بالخبرات التعليمية السابقة. عندما يفكر الموظفون في الانضمام لبرنامج جديد، فقد يشعرون بالتوتر الذي يتفاقم بسبب الخبرات السابقة. يمكن لمصممي البرنامج إظهار ما هو متضمن في البرنامج كجزء من أنشطة التوعية والتسويق للبرنامج. على سبيل المثال، قد تتضمن الحملة التسويقية نشاطًا تجريبيًا لمنح المشاركين طريقة سهلة لتقييم ما إذا كان البرنامج يتماشى مع توقعاتهم وما إذا كان متوافقًا مع اهتماماتهم. يجب أن يتأكد مصممو البرامج من أن الأنشطة التجريبية ليست سهلة للغاية أو معقدة للغاية، بل هي مثال واقعي لما تبدو عليه الأنشطة في البرنامج بحيث يمكن للمشاركين المحتملين تهدئة مخاوفهم الأولية بشأن قدرتهم على النجاح.

هوية الموظف (من أنا؟)

علماء السلوك درسوا بشكل مستمر كيفية تأثير العقليات المختلفة تجاه التعلم والمعتقدات على النتائج التعليمية. أظهرت الأبحاث أن معتقداتنا وعقلياتنا مرنة ويمكن تغييرها اعتمادًا على السياق والبيئة. لذلك من الضروري أن تبذل برامج تعزيز الصحة كل ما في وسعها لتعزيز بيئة يعتقد المشاركون فيها أنهم موضع ترحيب ويمكنهم النجاح. يمكن أن تؤثر هويات الموظفين (كيف يرى نفسه وكيف يراه المجتمع) على مبادرته للمشاركة والتعلم. يوصف العمر بأنه حاجز بشكل خاص للموظفين الأكبر سنًا. عندما يرى الموظفون أن سنهم يمثل حاجزًا أمام التعلم، يمكن أن يعزز ذلك السلوك السلبي تجاه البرنامج مع التحديات التي تواجههم فيه مما يجعلهم أقل رغبة للمشاركة. هناك أيضًا عوامل أخرى بما في ذلك الجنس، وسنوات العمل في المنظمة وغيرها.

أهداف الموظف Vs أهداف البرنامج

يواجه الموظفون صعوبة في ربط أهدافهم الشخصية مع أهداف البرنامج. يكافح العديد من الموظفين ليروا كيف يرتبط ما يتعلمونه في برامج تعزيز الصحة بتطلعاتهم المهنية المستقبلية. من ناحية أخرى، فإن أولئك القادرين على التعبير عن هدف قصير المدى وملموس وهدف أطول أجلاً وأكثر تجريدًا مرتبط بالبرنامج يميلون إلى أن يكونوا أكثر نجاحًا. الأهداف التي وضعها الموظفون لبرامج تعزيز الصحة، وحياتهم المهنية بشكل عام، لها أهمية كبيرة. لقد نجحت التدخلات التي تحث الأشخاص على إقامة روابط بين ما يتعلمونه في البرامج المهنية ومدى ارتباطه بحياتهم وأهدافهم الشخصية.