You are currently viewing كيف تساعد برامج تعزيز الصحة في المنظمات مرضى السكري؟

كيف تساعد برامج تعزيز الصحة في المنظمات مرضى السكري؟

تساعد برامج تعزيز الصحة في بيئة العمل على الوقاية من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، ولكن ما هو تأثيرها على أولئك الذين يعانون بالفعل من المرض؟ لا يزال مرض السكري يمثل تحديًا صحيًا رئيسيًا للعديد من مرضاه ويمكن لبرامج تعزيز الصحة أن تقوم بمساعدتهم على التحكم بالمرض وإدارته بنجاح. هناك عدد من الاستراتيجيات المقترحة عند بناء برنامج صحي ناجح في بيئة العمل تعمل خصيصًا لتحسين إدارة مرض السكري، مثل:

  • إدارة التوقعات: يتوقع أصحاب العمل والموظفين المشاركين في هذه البرامج تحسين صحتهم من خلال تعلم كيفية إدارة سكر الدم بشكل أفضل، وخفض مستويات السكر التراكمي (HbA1c)، وتناول غذاء صحي، وزيادة النشاط البدني. ولكن من الضروري معرفة ما يأمل المشاركون في الحصول عليه من البرنامج. قد تكون أهدافهم مختلفة. قد يرغب البعض في تقليل عدد الأدوية التي يتناولونها أو جرعاتها، أو أن يكونوا لائقين جسديًا بما يكفي للعب مع أطفالهم، أو فقدان الوزن، أو الشعور بالتحسن ببساطة. إذا شعر الموظفون أن أصواتهم مسموعة، فمن المرجح أن يشتركوا في البرنامج ويلتزمون فيه لتحقيق أهدافهم.
  • البدء بخطوات صغيرة: بمجرد أن يحدد موظفي برنامج تعزيز الصحة المجالات التي يحتاج الموظفون للعمل فيها، يمكن أن نساعدهم في وضع خطة بإجراء تغييرات بسيطة على روتينهم الحالي والتي ستؤثر في النهاية على صحتهم. يمكن مساعدة الموظفين في تحديد هدف واقعي ومحدد وقابل للقياس، مثل ممارسة نشاط بدني لمدة ١٥ دقيقة خلال أيام الاسبوع أو تقليل تناول المشروبات الغازية من علبتين إلى علبة واحدة صغيرة كل يوم. غالبًا ما تؤدي هذه الأنواع من الأهداف إلى نجاح أكبر لأن التوقعات المرتفعة جدًا أقل استدامة، كما يمكن أن تساهم في شعور الموظفين بالإرهاق والاستسلام في النهاية.
  • الإدارة الذاتية للسكري: عند وجود مرضى سكري يجب أن نتأكد إذا كانت التكاليف الطبية لهم تشمل التدريب الشامل على إدارة المرض أم لا. في المملكة العربية السعودية غالبًا لا يقدم القطاع الخاص هذا النوع من التدريب ولا يتلقاه سوى عدد قليل من المرضى. في الولايات المتحدة على سبيل المثال لا يتجاوز المرضى الذي يتلقون تعليمًا خاصًا بالمرض ٥٠٪ من مجموع المصابين. لا توفر البيئة الحالية المرونة المطلوبة لتلبية الاحتياجات التعليمية للمرضى بشكل صحيح. مرض السكري هو مرض معقد يتطلب أن يتعلم المرضى ويكتسبون المهارات اللازمة لتطبيق كميات كبيرة من المعلومات. عندما يتم تقديم معلومات كثيرة خلال فترة زمنية قصيرة، يصبح المريض مرتبكًا بسهولة. على سبيل المثال، يتعلم المرضى أن مستويات الجلوكوز تتقلب دقيقة بدقيقة بناءً على مجموعة من العوامل، بينما يتطور مرض السكري وأمراض الأوعية الدموية المرتبطة به بسبب مجموعة مختلفة تمامًا من الأسباب. إن الحجم الهائل للمعلومات التي يحتاج المريض إلى معرفتها يجعل من الصعب على المرضى تعلم كيفية التحكم في مرضهم ما لم يتم منحهم الوقت الكافي للتعلم.
  • توفير الموارد والدعم: أي تغيير سلوكي بدون دعم بيئي هو تغيير لا يعول عليه. من الصعب على الموظفين إجراء تغييرات سلوكية عندما يشعرون بالإرهاق أو التوتر بشأن العمل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الضغوطات غير المتوقعة أو فترات الراحة في الروتين إلى تصاعد محاولات الموظف لتغيير السلوك. لذا ساعد الموظفين على تطوير آليات التكيف التي لا تنطوي على الإفراط في تناول الطعام أو غيرها من السلوكيات الإدمانية. اقترح عليهم العمل مع برنامج مساعدة إذا لزم الأمر للاستشارة النفسية.

يجب أن تعمل برامج تعزيز الصحة في المنظمات والشركات على تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري من خلال معالجة المشكلة من زوايا متعددة وتبني استراتيجيات صحية خصوصًا مع انتشار مرض السكري في فئات عمرية أصغر من المعتاد.