ازدادت ساعات العمل ووصلت حتى ٤٧ ساعة في الأسبوع، أي حوالي ساعة ونصف أكثر مما كان عليه في العقد الماضي. وجدت الأبحاث أن 4 من كل 10 موظفين يعملون بدوام كامل يصل الى أكثر من 50 ساعة عمل في الأسبوع. تؤدي الساعات الطويلة في العمل إلى الإجهاد المفرط والاحتراق الوظيفي وتدهور الصحة. الاحتراق الوظيفي ليس له آثار ضارة على الموظفين فحسب، ولكن له آثار ضارة على الشركة نفسها.
هناك آثار سلبية من الاحتراق الوظيفي للموظفين على الشركة، ومنها ما يلي:
- انخفاض الإنتاجية
- زيادة الإجازات المرضية
- المزيد من الأخطاء والحوادث في مكان العمل
- ارتفاع معدلات المنفصلين عن العمل
الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن أصحاب العمل يدفعون تكاليف الإرهاق عن الموظفين. فوفقًا لمجلة هارفارد للأعمال، تكلف المشاكل النفسية والجسدية للموظفين المرهقين ما يقدر بنحو 125 مليار دولار إلى 190 مليار دولار سنوياً للرعاية الصحية في الولايات المتحدة. من المهم أن يفهم أصحاب العمل أن إرهاق الموظفين هو أكثر من مجرد إجهاد في مكان العمل.
ما هو الاحتراق الوظيفي؟ وفقاً لمايو كلينك، الإحتراق الوظيفي هو نوع خاص من التوتر، إنه حالة من التعب البدني أو العاطفي أو العقلي بالإضافة إلى انخفاض الكفاءة والانتاجية. التوتر والاحتراق الوظيفي مختلفان بعض الشيء، لكن التوتر يعد مساهماً قوياً في الإحتراق الوظيفي. عادة ما يتعرض الموظفين لضغوط كبيرة لفترة من الوقت قبل أن يصابوا بالإحتراق الوظيفي. بعبارة بسيطة، يكون الإجهاد في الغالب قصير الأجل، بينما يحدث الاحتراق الوظيفي بعد فترة زمنية طويلة. هذا يعني أن العوامل مثل التوتر المفرط في مكان العمل والساعات الطويلة والمشاريع الساحقة يمكن أن تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي. يجب أن يكون كل صاحب ومدير عمل على دراية بعلامات الاحتراق الوظيفي للموظف حتى يتمكنوا من اتخاذ خطوات عملية لمساعدة الموظفين قبل فوات الأوان.
لاحظ هذه العلامات الشائعة للإرهاق لدى الموظفين:
- عدد ساعات عمل إضافي أكثر من المعتاد
- العمل في عطلة نهاية الأسبوع
- تقلب المزاج
- الانفعال
- انخفاض جودة العمل
- أكثر عزلة من المعتاد
- التعب العام
- الزيادة في العطل المرضية والشخصية
- الانفصال عن العمل
- حساسية غير عادية
عندما يتعلق الأمر بالاحتراق الوظيفي للموظفين، فإن الوقاية أفضل من العلاج. من الأسهل بكثير اتخاذ خطوات لمنع حدوث الاحتراق الوظيفي مقارنة بمحاولة علاجه. لحسن الحظ، هناك الكثير من الخطوات السهلة التي يمكن لأصحاب العمل اتخاذها للمساعدة في منع الاحتراق الوظيفي ولمساعدة الموظفين الذين يشعرون بآثار الاحتراق الوظيفي:
– الحديث عن التوتر:
معالجة التوتر أمر حاسم في تعزيز قوة عاملة مستقرة.
أضف التثقيف بالتوتر إلى برنامج تعزيز الصحة لتعليم الموظفين أساليب فعالة لإدارة الإجهاد والتعامل معه، وفكّر في جلب متخصصي الرعاية الصحية لعقد جلسات فيما يتعلق بالتوتر.
– المرونة:
تساعد ساعات العمل والجداول الزمنية المرنة والقدرة على العمل من المنزل على التخلص من الكثير من التحديات التي يواجهها الموظفون (وخاصة الآباء العاملون). كما أظهرت الدراسات أن المرونة في مكان العمل تؤدي إلى موظفين أكثر إنتاجية ووفاء وأكثر سعادة.
– الإجازات:
تعد الإجازات أمراً بالغ الأهمية للصحة النفسية للموظفين ولرفاهيتهم. يجب أن يشجع أصحاب العمل الموظفين على اتخاذ خطوة بعيداً عن عملهم عندما يحتاجون إلى استراحة. ويشمل ذلك تشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة منتظمة من مكتبهم خلال العمل ودعم الموظفين لاستخدام أيام العطلات وإقامة أنشطة للصحة النفسية.
– الاعتناء بالموظفين:
حافظ دائماً على تواصل مفتوح مع الموظفين، اسألهم عن حالهم وما إذا كان هناك شيء يسبب الضغط والتوتر لهم، واسألهم إذا كان لديهم أي مخاوف بشأن عبء العمل وما إذا كان هناك أي شيء يمكنك القيام به للمساعدة، وناقش أعباء العمل الواقعية والمواعيد النهائية والتوقعات الإجمالية.
– منح تدريب متداخل للموظفين:
اعتماداً على شركتك، قد يكون من المفيد تدريب عدد قليل من الموظفين كفريق على نفس المهام. بهذه الطريقة، يمكن للموظفين مساعدة بعضهم بالمهام عندما يكون الموظف غارقاً بها أو يحتاج إلى يوم عطلة. يمكن للموظفين الذين يقومون بالتدريب المتداخل المساعدة في تقليل التوتر من خلال المساعدة في العمل المطلوب انجازه.
– إعطاء الأولوية للصحة:
سيساعد تعزيز صحة الموظف على تقليل مستويات الإرهاق من خلال الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية للموظفين. وفّر وجبات خفيفة ومغذية وجهّز نادياً للمشي واعقد اجتماعات أثناء ممارسة تمارين التنفس العميق!
– لا تدع ضغوط العمل تؤثر على صحة موظفيك:
تعرّف على كيفية اكتشاف علامات إرهاق الموظفين واتخذ الإجراءات اللازمة للمساعدة في منع انتشار الإرهاق. تذكر أن الساعات الطويلة في العمل والمواعيد النهائية والجداول الزمنية الصارمة ستضر بأداء العمل أيضاً.