You are currently viewing ما الذي يمكن للمنظمات تقديمه لتعزيز صحة المرأة؟

ما الذي يمكن للمنظمات تقديمه لتعزيز صحة المرأة؟

يحتفل العالم ويصبح لونه وردي كل أكتوبر لتذكير المرأة بسرطان الثدي وكيف يمكنها الوقاية منه. العديد من المنظمات تكتفي بنشر بريد الكتروني باهت وتوزيع حلوى أو شريطة وردية كروتين مستمر منذ سنوات. ومع ارتفاع الوعي بالمرض إلا أن أعداد النساء التي تذهب للفحص لا تتناسب معه مما يستدعي منا تقديم خيارات تمكن المرأة من الانتقال لمستوى أعلى لدعم الفحص المبكر بإتاحة وقت من اليوم لحجز موعد أو توفير مختصة للفحص الذاتي.

قضية “سرطان الثدي” هي واحدة من القضايا الصحية التي تختص بها المرأة وتشد الانتباه لمتطلبات صحية أخرى لا تلقى الاهتمام ذاته. في وقتنا الحالي أصبحت المنظمات أكثر تنوعًا بين الجنسين، ولذلك فقد أصبح الاعتراف بصحة المرأة ودعمها في بيئة العمل أمرًا مهمًا. في سوق العمل السعودي، ارتفع معدل مشاركة النساء إلى ٣٣.٨٪ (حسب آخر أرقام الهيئة العامة للإحصاء)، ونتيجة لذلك جاءت تعديلات وثيقة الضمان الصحي التعاوني والتي ركزت على الصحة الوقائية للمرأة.

وثيقة الضمان الصحي التعاوني المحدثة المنشورة مؤخرًا أضافت الفحوصات المبكرة كالماموغرام للكشف عن سرطان الثدي ومسحة عنق الرحم للكشف عن سرطان الرحم ضمن قائمة المنافع الصحية التي يتم تزويد النساء العاملات بها. بالإضافة إلى موانع الحمل والرعاية الصحية لحالات انقطاع الطمث ومرحلة ما قبل انقطاع الطمث والتي تمت إضافتها مؤخرًا.

مع إتاحة كل هذه الخيارات للمرأة يجب على المنظمات دعم تمكين المرأة بتوفير معلومات الرعاية الصحية التي تغطي قضايا صحة المرأة والخيارات العلاجية المتاحة لها وتذكير النساء بالدعم المتاح والقضايا الصحية المستجدة التي تغطيها الرعاية الصحية المقدمة من المنظمة بالإضافة للخيارات المجانية المقدمة من الحكومة والجمعيات المهتمة.

كما يتم تسليط الضوء على الصحة الجسدية، هناك أيضًا قضايا الاحتراق الوظيفي الذي تعاني منه النساء بما يقارب الضعف عن الرجال حسب تقرير ماكينزي الأخير عن صحة المرأة في بيئة العمل. هناك امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تفكر في ترك عملها أو تغيير مهنتها نتيجة الاحتراق الوظيفي.

في إطار دعم صحة المرأة، تحتاج المنظمات إلى مراجعة سياساتها الحالية المتعلقة بالإجازات المرضية وإجازة الأمومة والعمل المرن والسلامة المهنية لضمان مراعاة الظروف الصحية للمرأة. ضع في اعتبارك العمل المرن وساعات العمل المكثفة والعمل من المنزل لمساعدة النساء إذا كان لديهن مشكلة صحية أو إذا كان لديهن صعوبة في رعاية الأطفال.

القوى العاملة من النساء غالبهم في سن الإنجاب، عند حمل المرأة يجب أن يكون المسؤولين في المنظمة على وعي بمخاطر الصحة الإنجابية المرتبطة ببيئة عمل المرأة الحامل. أيضًا في حال كان عمل المرأة يتطلب مجهود جسدي يجب وضع سياسات محددة مبنية على إرشادات مختص في الصحة المهنية على مقدار الجهد الذي يمكن لها القيام به بدون أن تلحق الأذى بنفسها أو بجنينها مع مراعاة وضعها الصحي الخاص. على سبيل المثال، النساء العاملات في التمريض يتطلب منهم الوضع أحيانًا رفع المرضى وتحريكهم وقد يعيقها الحمل عن ذلك.

كما تعاني النساء عمومًا من حالات الاضطرابات العضلية الهيكلية المتعلقة بالعمل (أمراض أو إصابات في العضلات، أو الأوتار، أو المفاصل، أو أسفل الظهر) أكثر من الرجال. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم السبب، ولكن المعدل الأعلى لهذه الاضطرابات بين النساء يمكن أن يكون مرتبطًا بالاختلافات الوظيفية أو الاختلافات الجسدية بين الرجال والنساء.

على مدار حياتها تواجه المرأة اختيارات شخصية للغاية فيما يتعلق بالخصوبة والحمل وتربية الأطفال وغالبًا ما تقوم النساء بالجزء الأكبر من واجبات تقديم الرعاية للأطفال والآباء المسنين أيضًا. يمكن أن تؤثر هذه القضايا على مسار الحياة المهنية للمرأة والاختيارات التي تتخذها بشأن العمل. لتفادي ذلك، على أصحاب العمل اليوم دعم الاحتياجات الصحية للمرأة في سياساتهم وتقديم بيئة عمل داعمة لا تخجل فيها المرأة من أمومتها وواجباتها الشخصية والتأكد من معرفتها بشكل كامل بالخيارات العلاجية المتاحة والمدعومة من قبل المنظمة.