أحد الضغوطات التي يتعرض لها الموظفون ولا تحظى بالاهتمام هو الضغط المالي. ولذا بدأت الشركات في الانتباه على أهمية الرفاه المالي ودوره في تعزيز الصحة. لقد قدمنا الكثير من النصائح للحد من التوتر في مكان العمل لأننا نعتقد أن الضغوطات في مكان العمل يجب ألا تكون عائقاً للحصول على حياة سعيدة وصحية، ونحن على يقين من أن معظم أصحاب العمل سيكون لهم نفس الرأي.
كان ازدياد شعبية برامج تعزيز الصحة المالية أمراً متوقعاً في عام 2017. بدأت الكثير من الشركات في تقديم برامج تعزيز الصحة المالية للموظفين لسببٍ وجيه، فمن الواضح أن أصحاب العمل يدركون مخاطر الضغوط المالية في مكان العمل. ووفقاً لاستطلاع أجرته شركة Green path، يقول 78٪ من أصحاب العمل أن المخاوف المالية يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على إنتاجية الموظفين، كما يقول 71٪ من الموظفين أن أهم أسباب التوتر عندهم هو التمويل الشخصي.
يواجه الموظفون الذين يعانون من مشاكل مالية صعوبة في التركيز على العمل وأداء أفضل ما لديهم. 58٪ من أصحاب العمل ذكروا أن “المرض” المالي يلعب دوراً في تغيُّب الموظفين عن العمل. مثل الأنواع الأخرى من الضغط المزمن، يمكن أن يكون للضغط المالي عواقب عقلية وجسدية سيئة. الضغط والتوتر يمكن أن يسبب الصداع والأرق والاكتئاب ومشاكل في الجهاز الهضمي.
إذا أردت الحفاظ على وقت وإنتاجية شركتك، فإن توفير الموارد المالية والدعم للموظفين يعد أمراً منطقياً للغاية. كما أن توفير هذه الموارد يثبت للموظفين أن شركتك تهتم بصحتهم ورفاهيتهم بشكل عام. ولكن ما الذي يمكن أن يفعله أصحاب العمل للمساعدة؟ يمكن للشركات التي تملك برنامج تعزيز للصحة دمج الصحة المالية بسهولة في استراتيجيات برنامجها الحالي. أما إذا لم يكن لديها برنامج تعزيز للصحة حالياً، فيمكنها إنشاء برنامج مستقل للرفاه المالي من خلال الاستفادة من أي مزايا موجودة.
إليك بعض النصائح لتشجيع أصحاب العمل على دعم تعزيز الرفاه المالي للموظفين:
العثور على الشركة الصحيحة
يحتاج توفير برنامج فعّال لتعزيز الرفاه المالي الى الكثير من العمل. إنها مهمة يجب ألا يتم تسليمها إلى خبراء الموارد البشرية أو منسقي برنامج تعزيز الصحة فقط، يعد العمل مع طرف ثالث حلاً ممتازاً لتقديم الدعم المالي من دون الضغط على الموارد البشرية. أيضاً، قد يشعر الموظفون بمزيد من الراحة في العمل مع شركة خارجية. المال موضوع حساس، لذلك قد يتردد الكثير من الموظفين من مشاركة هذه المعلومات مع شخص ما في مكان عملهم. سيقوم البرنامج الجيد للرفاه المالي بتثقيف وإلهام وتدريب الموظفين بطريقة أفضل.
تحديد الأهداف
قبل البدء في برنامج تعزيز الرفاه المالي، حدد أهداف الرفاه المالي الخاصة بك. ما الذي تريد أن تحققه من البرنامج؟ ماذا الذي يريد الموظفون تعلمه من البرنامج؟ يمكنك البدء باستبيان للموظفين من دون أسماء، اطلب من الموظفين تحديد المصادر الرئيسية للضغوط المالية واجابة هذه الأسئلة (هل يعانون من الديون؟ هل توفير المال صعباً عليهم؟) ثم قم بتحليل نتائج الاستطلاعات لتحديد الأهداف والغايات من برنامجك.
كن شاملاً
قد تميل إلى التركيز على جانب واحد فقط أثناء بناء البرنامج الجديد للرفاه المالي. ومع ذلك، من المهم أن تضع في اعتبارك أن هذه البرامج يجب أن تكون كلية وشاملة لكي تكون فعالة وتؤدي إلى تغييرات سلوكية صحية بدلاً من التركيز بشكل صارم على الميزانية. على سبيل المثال، يجب أن يغطي البرنامج مجالات مثل الادخار للتقاعد، وبناء الثروة، والتعامل مع الديون. تأكد من ربط هذه الجوانب مرة أخرى بعروض الشركة الحالية حتى يتمكن جميع الموظفين من التعلم ولتحسين برنامج تعزيز الرفاه المالي.
التعامل معه كعملية كاملة
الرفاه المالي ليس صفقة وحيدة ولا يمكنك الحصول على نتائجه بين يوم وليلة. نشاط واحد للتثقيف المالي لا يكفي، من المهم أن تأخذ الكثير من الخطوات لتطوير الرفاه المالي، اعقد دورات وندوات التعليم على مدار العام وساعد الموظفين على الوصول إلى مختلف الموارد المالية. تماماً مثل التغذية والنشاط البدني؛ الرفاه المالي يحتاج إلى الممارسة والتعليم المستمر. من خلال التركيز على الرفاه المالي؛ يمكن لأصحاب العمل توقع انخفاض تكاليف الرعاية الصحية وزيادة الإنتاجية وتقليل التغيب عن العمل وتحسين توظيف الموظفين والاحتفاظ بهم. سيساعد الوصول إلى الموارد المالية والتدريب على خفض مستوى توتر وقلق الموظفين.