أنت تقضي معظم ساعات الاستيقاظ في العمل، مما يعني أنك تقضي معظم هذه الساعات مع زملاء العمل، إذن لن يكون مفاجئاً لك أن كل تلك الساعات وعلاقات العمل يمكن أن تؤثر على صحتك وخططك لتعزيز الصحة.
دراسة تحليلية جمعت ٥٨ دراسة سابقة وشملت ١٩٠٠٠ شخص في دول مختلفة ومن بيئات عمل مختلفة (القطاع الصحي، قطاع المبيعات، قطاع عسكري). الأشخاص الذين شعروا بصحة نفسية وجسدية أفضل هم الذين كانت علاقات العمل لديهم أفضل من غيرهم ويشعرون بالانتماء وتحفيز بيئتهم المحيطة. شعور الموظف بأنه جزء من المجموعة يرفع شعوره بالولاء ويزيد احساسه بالمعنى فيما يفعله إلى جانب شعوره بالفاعلية كشخص وكل هذا مرتبط بالصحة.
علاقات العمل يمكن أن تحسن من صحتك أو تضر بها في حالات مختلفة
الإجهاد العصبي (التوتر)
قد يسبب زملائك في العمل التوتر لك. سواء أكان التعامل معهم سهلاً أو صعباً، يمكن للأشياء التي يقومون بها أن تزيد من مستويات التوتر لديك، غالباً من دون قصد، فهم ببساطة يؤدون وظيفتهم. إذا ركزت على تطوير علاقاتك في العمل، فيمكن أن يصبح زملاءك كمسكنات للتوتر. يمكنك التعرف عليهم وتعلم الثقة بهم حتى لا تكون المشاريع صعبة للغاية، كما يمكنك أن تكون بمثابة مستمع لهم عندما يصبح العمل محبطاً، وربما يمكنك إجراء محادثة معهم أثناء شرب القهوة في وقت الراحة. عندما يتعلق الأمر بزملائك في العمل، فأنتم في نفس القارب، أنتم تعملون من أجل هدف مشترك. نعم، سيكون هناك ضغوطات ولكن يمكنك تطوير هذه العلاقات للمساعدة في تخفيفها.
ضغوط الأصدقاء
بالمعنى التقليدي، ضغط الأصدقاء يؤدي لنتائج سلبية في مكان العمل. فيمكن لزملائك في العمل الضغط عليك لقضاء ساعة بأمور أخرى بدلاً من النادي الرياضي أو لتناول الغداء بمطعم بدلاً من تناول الغداء الصحيّ الذي قمت بتحضيره أو التذمر والشكوى بدلاً من حل المشكلات. هذه كلها عادات غير صحية تتشكل وتتضخم بالاعتماد على الأشخاص الذين تقضي الوقت معهم. في بعض الحالات، يمكن أن يكون ضغط الزملاء أمراً إيجابياً، فمثلاً إذا أحطت نفسك بزملاء صحيّين ستبدأ في الشعور بالضغط لتقليد عاداتهم الصحية. إذا كان زميلك سيذهب في نزهة في وقت الغداء فأنصحك بالانضمام اليه. إن إحاطة نفسك بأشخاص يتبعون الخيارات التي ترغب في اتخاذها هي خطوة أولى ممتازة لتطوير عاداتك الصحية، لذا استخدم علاقات عملك كضغط إيجابي.
الإنتاجية
كلنا لنا زميل يمنحنا الكثير من المرح، ولكنه يشتت انتباهنا أيضاً. حيث يمكنك قضاء ساعات في الضحك معه وعدم القيام بأي عمل، مما يمكن أن يسبب هذا خسارة كبيرة في إنتاجيتك. ابحث عن علاقات عمل تساعدك في أن تكون أكثر إنتاجية وقم بإنشاء علاقات تُمكِّنك من إنجاز العمل بكفاءة وجودة. ابحث عن فريق يمكنك العمل معه أو زملاء تثق بهم لتفويض بعض الأعمال إليهم.
السعادة
يمكن أن تكون السعادة جانباً مُهملاً بشكل كبير في صحتك، والعلاقات تلعب دوراً مهماً في هذا الجانب. يمكن للأشخاص الذين تقضي الوقت معهم جعلك تعيساً، ففي علاقات العمل غير الصحية يمكنك الوقوع في معركة المقارنة أو المنافسة غير الصحية. العكس صحيح أيضاً! قد يمنحك الأشخاص الذين تقضي الوقت معهم بالكثير من البهجة والسعادة.(اقرأ عن الايجابية في مكان العمل هنا) إذا أحطت نفسك بأشخاص تستمتع بهم بصدق، أشخاص يُضحكونك ويدعمونك، فأنت في طريقك إلى السعادة. قد يبدو هذا سخيفاً، لكن هؤلاء الأشخاص موجودون بالتأكيد في مكان عملك. ابحث عنهم وتعرف عليهم وشاهد كيف ستتحسن صحتك ورفاهيتك النفسية. والخطوة الأولى هي أن تكون المؤثر الصحي على الآخرين، قم بتشجيع زملائك في العمل على أنماط حياة إيجابية وصحية حتى يتمكنوا من أداء نفس الدور لك.