ينفق أصحاب العمل على برامج رفاه الموظفين حول العالم أكثر من أي وقت مضى. تمثل برامج الرفاه للموظفين سوقًا عالميًا بقيمة ١.٥ تريليون دولار، ومن المتوقع أن يسجل سوق الرفاه في بيئة العمل معدل نمو يقارب ال٧٪ سنويًا من عام ٢٢ وحتى عام ٢٠٣٠ مع تسجيل قارة آسيا أعلى معدل نمو سنوي مركب على مدى السنوات المقبلة. يتزايد الطلب لتحقيق الرفاه في بيئة العمل مع تزايد مستويات إجهاد الموظفين، ارتفاع التكاليف الصحية، وزيادة الوعي بالأمراض المزمنة وطرق الوقاية منها وتخفيف مضاعفاتها.
البحث عن قوى عاملة مرنة يتطلب طرق جديدة في التفكير عندما يتعلق الأمر برفاه الموظف وكيفية الاحتفاظ به مع ارتفاع معدل دوران الموظفين في بيئة عمل تنافسية لم يسبق لها مثيل. مع تأثير الرفاه في بيئة العمل على صحة الموظفين في المنظمة، اخترنا لكم أفضل الاتجاهات في برامج رفاه الموظفين لعام ٢٠٢٢:
دعم التوازن بين العمل والحياة
في عام ٢٠٢٢، سيكون لدى العديد من أصحاب العمل موظفين يعملون عن بعد بشكل كامل أو جزئي. سيؤدي هذا التحول إلى قوة عاملة أكثر مرونة مع ظهور تحديات جديدة لبرامج الرفاه مما يستوجب على أصحاب العمل البحث عن طرق لتكييف برامج الرفاه الخاصة بهم لتشمل الموظفين العاملين عن بعد.
إدارة الإجهاد
وصلت ضغوط العمل إلى مستويات قياسية عام ٢٠٢٠ بفضل كورونا، وأفاد حوالي ٥٧٪ من القوى العمالية العالمية بشعورهم بالتوتر بشكل يومي. في استطلاع حديث لأصحاب العمل في ٤٩٤ مؤسسة في الولايات المتحدة، وجدت شركة الاستشارات العالمية ويليس تاورز واتسون أن أكبر التحديات التي يواجهها أصحاب العمل بين موظفيهم هي زيادة التوتر والإرهاق والمطالبات المتعلقة بالصحة العقلية. في حين أن فكرة العمل عن بُعد قد بدت مثالية في بداية الجائحة، إلا أن الكثير من الناس اليوم لا يزالون يكافحون من أجل أن يكونوا موظفين ومقدمي رعاية في نفس الوقت خصوصًا مع استمرار التعليم عن بعد للأطفال.
اليقظة والتأمل
واحدة من أفضل الطرق لتقليل التوتر هي بناء المرونة النفسية، ومن المعروف أن اليقظة والتأمل يفعلان ذلك بالضبط. تعمل هذه البرامج على تشكيل الصحة العقلية للموظفين ورفاههم من خلال تقليل القلق، والمساعدة في بناء المرونة النفسية في مواجهة التوتر، وتحسين التفكير. اليقظة – والسعي وراء اليقظة – سيصبحان جانبًا أساسيًا في الطريقة التي نعيش بها حياتنا ومع أن هناك إفراط في تسويق اليقظة، ولكن ما يحدث على الأقل هو أن الناس أصبحوا الآن أكثر وعيًا باليقظة الذهنية كعرض وخدمة.
الأنشطة والاجتماعات الشخصية والافتراضية
سواء كان موظفوك في عام ٢٠٢٢ يعملون بشكل حضوري أو عن بعد، يجب أن تكون الأنشطة الصحية جزءًا من ثقافتك. الاتجاه السائد في رفاه الموظف الذي من المرجح أن يزداد في هذا العام هو تقديم الأنشطة التي يمكن القيام بها إما في المكتب أو عن بعد. على سبيل المثال، فيديو يوغا يومي أو نشرة تثقيفية عبر البريد الالكتروني. يمكن أن يساعد ذلك في ضمان بقاء الموظفين نشطين ومتصلين بغض النظر عن مكان وجودهم.
سيشهد هذا العام ارتفاعًا في برامج الرفاه المالي للموظفين. أظهر استطلاع 2021 Capital One CreditWise أن ٧٣٪ من الأمريكيين يصنفون مواردهم المالية على أنها أهم مصدر للتوتر في حياتهم. يمكن أن تتسبب الصحة المالية السيئة في التغيب عن العمل وانخفاض الإنتاجية، مما يجعل الرفاه المالي للموظفين مهم.
على عكس الفوائد الطبية الضيقة التي تركز عليها الخطط الصحية التقليدية، فإن برامج الرفاه في بيئة العمل تتطلع إلى صحة الموظف الشاملة، بما في ذلك الرفاه المالي. من خلال تعزيز صحة موظفيك بهذه الطريقة الأكثر شمولاً، فإنك تعزز صحتك التنظيمية. أثناء التخطيط لبرامج الصحة لموظفيك لهذا العام، ضع في اعتبارك هذه الاتجاهات الخمسة وفكر في كيفية ملاءمتها لبرامجك. في نهاية اليوم، نريد جميعًا موظفين يتمتعون بصحة جيدة ويشعرون أن الأدوات والموارد متاحة لهم للحفاظ على صحتهم بمفهومها الشامل.
