You are currently viewing المرونة النفسية في بيئة العمل: كيف تبني فرق عمل مرنة؟

المرونة النفسية في بيئة العمل: كيف تبني فرق عمل مرنة؟

هل وجدت نفسك يومًا تتساءل ما الذي يجعل شخصًا ما ناجحًا في العمل؟ هناك احتمالات عديدة، مثل الذكاء أو تلبية المتطلبات الوظيفة مثل العمل لساعات طويلة أو تحمل التزامات إضافية. ومع ذلك، في أماكن العمل الحديثة التي تتميز بتقليص عدد الموظفين والمواعيد النهائية اللانهائية والتنافس العالي والتغيير التنظيمي المستمر، أصبح النجاح يعتمد على قدرة الفرد على التكيف وحتى التميز عند مواجهة ضغوطات العمل.

الإجهاد هو جانب لا مفر منه من جوانب الحياة، وبيئات العمل الحديثة تقدم العديد من الضغوطات خصوصًا بوجود وسائل التواصل التي جعلت الفرد متاحًا طوال الوقت. ومع ذلك، فإن من سمات المرنين مراقبتهم لأفكارهم الخاصة عندما يكونون تحت الضغط. على سبيل المثال تفكير الممارسين الصحيين بأن عملهم يؤدي إلى نتائج صحية تحسن حياة المرضى بدلاً من كونه مجرد “إصلاح” لمشكلة طبية.

كيف تبني فرق عمل مرنة؟

هناك مجموعة من الطرق الممكنة لتطوير المرونة على مستوى فرق العمل. تستطيع الفرق المرنة الصمود والتغلب على الصعوبات مع حفاظها على الأداء وتماسك الفريق، بل وحتى تقوية الفريق. بعض الطرق لبناء فرق مرنة والتي يمكن تطبيقها على أي نوع من الفرق هي:

١. قوائم المراجعة والأدلة

تعد قوائم المراجعة والأدلة طريقة مفيدة لتزويد الموظفين بمورد يمكنهم الرجوع إليه عند التعامل مع أي تحدي أو وضع طارئ. قد يتضمن الدليل نصائح لاستكشاف الأخطاء وإصلاحها وإرشادات للتصعيد (إذا لزم الأمر) والأسئلة الرئيسية التي يجب مراعاتها في المواقف الصعبة. من الأفكار الجيدة أيضًا توثيق “إجراءات التشغيل القياسية” في بيئة العمل. بالإضافة إلى كونها توفر معلومات لا تقدر بثمن للموظفين الجدد، فإن تدوين هذه الإجراءات وإتاحة الوصول إليها يعني أن الفريق يمكنه الحفاظ على مهام عمله الأساسية بأكبر قدر ممكن من الجودة مهما كانت الظروف. بالإضافة إلى ذلك، أي فريق قد يحتاج إلى خبراء للاستعانة بهم، لذا يجب توفير جدول بيانات يحتوي على معلومات عنهم وتفاصيل الاتصال بهم في حال حاجة الفريق إليهم.

٢. التدريب

من أجل تطوير مرونة أي فريق، من المفيد إجراء تدريب على مرونة الفريق، مثل جلسات المجموعة الميسرة. تتمثل فائدة التدريب للفريق في أنه يساعد أعضاء الفريق على تطوير فهم مشترك، مما يعزز تماسك الفريق.

٣. جلسات استخلاص المعلومات

بعد أي حدث أو منعطف في مسيرة المنظمة من المهم لبيئة العمل أن تقدم لموظفيها جلسة لاستخلاص المعلومات المهمة بعدها. تشجع هذه الجلسات الموظفين على التفكير في التجربة وما استفادوا منها وما كان بالإمكان تقديمه بشكل أفضل. ومن المفيد أيضًا تيسير مناقشة الفريق حول ما حدث وكيفية تعامل الموظفين معه، هذا أيضا يسهل تقديم الدعم لأعضاء الفريق بعضهم البعض.

٤. ثقافة العمل

تعد ثقافة الفريق مفتاحًا لتعزيز المرونة وتشكل أساس “مرونة الفريق”. تقع على عاتق قائد الفريق أو المشرف مسؤولية خلق الجو المناسب لفريقه. يمكن للقادة تسهيل تطوير ثقافة العمل الإيجابية من خلال إظهار السلوكيات الإيجابية باستمرار وكذلك تعزيز السلوكيات الصحية لدى الموظفين. تتضمن ثقافة المرونة أعضاء الفريق الذين يتم تشجيعهم على التحدث والسؤال عن أي موضوع ومشاركة الأخبار والإبلاغ عن وجود أي مشاكل محتملة.

أخيرًا، نقضي أكثر من ثلث يومنا في العمل، لذا مواجهة التحديات الحتمية التي يمثلها العمل هي مسألة مهمة للغاية يجب مراعاتها. إن امتلاك القدرة على التعامل مع الإجهاد المستمر في العمل، والتكيف بكفاءة مع التغيير، والتعامل مع ضغط المواعيد النهائية أمر مهم ليس فقط للنجاح في العمل ولكن أيضًا لصحتنا ورفاهنا.

المصدر: https://positivepsychology.com/resilience-in-the-workplace/