أصبحت ظاهرة الحضور المقنع مصدر قلق في مكان العمل، لذا تعمل برامج تعزيز الصحة على التخفف من التأثير السلبي لها على بيئة العمل. يعتقد العديد من أصحاب العمل أن التغيب عن العمل يعد مصدراً كبيراً للخسارة. تضع الشركات سياسات محددة لمكافحة الخسائر غير المباشرة للإنتاجية المفقودة. هذا الاعتقاد الخاطئ يدفع الموظفين على عدم التغيّب عن العمل عندما يكونون مرضى. أظهرت الدراسات الحديثة أن الجمع بين تكاليف الرعاية الصحية للموظف وافتقاره إلى الإنتاجية في العمل، له تأثير أكبر بكثير من تغيّب الفرد عن العمل أثناء مرضه.
العوامل التي تزيد من ظاهرة الحضور المقنع
عند إلقاء نظرة فاحصة على الحضور المقنّع، هنالك عوامل متعددة تساهم في هذه الظاهرة. من هذه العوامل ضغط الدم والكوليسترول ونسبة السكر في الدم والوزن والإجهاد والتمرينات والنظام الغذائي. وصلت الأبحاث الى أن الحضور المقنّع ينقسم إلى فئتين: الأولى هي الأمراض الحادة، مثل البرد أو الأنفلونزا. أما الفئة الثانية هي الأمراض المزمنة أو المستمرة، مثل مرض السكري. في دراسة أجرتها كالين وليندلي ونوديرهاوسر عام 2013 بحثت في تأثير القياسات الحيوية والبيئة على الحضور المقنع؛ كشفت النتائج أن الإجهاد كان العامل الأكبر. تشير هذه النتائج إلى أنه ينبغي التركيز بشكل أكبر على تقليل مصادر الإجهاد المكتبي وتوفير التعليم المناسب للوقاية من الإجهاد.
طرق للتخفيف من ظاهرة الحضور المقنع
إحدى أسهل الطرق وأكثرها فاعلية لمنع الحضور المقنع والتغيّب غير الضروري هي توفير عيادة في موقع العمل لإعطاء تطعيمة الانفلونزا. العيادة هي الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لجعل عملية الحصول على لقاح الأنفلونزا سهلة ومناسبة لموظفيك. بالإضافة إلى ذلك، ستقلل من خطر انتشار الأنفلونزا في المكتب. هذا سيؤدي الى تقليل أيام التغيّب أثناء المرض مما يؤدي الى زيادة الإنتاجية.
عادة ما يكون عدد العاملين الذين تم تطعيمهم أقل بنسبة 13٪ إلى 44٪ ممن تم تلقيحهم في مراكز الرعاية الصحية. عدم التطعيم سببًا في 18٪ إلى 45٪ من أيام العمل المفقودة و18٪ إلى 28٪ من أيام العمل ذات الإنتاجية المنخفضة. هذا مجرد مثال واحد على كيفية قيام صاحب العمل بتنفيذ إستراتيجية لإدارة الصحة لتحقيق التوازن بين صحة الموظف وكفاءة الشركة.
ولأن الدراسة عن الحضور المقنع لا تزال جديدة نسبياً مقارنة بظروف العمل الأخرى، لم يتم تحديد طرق لقياسه وتأثيره على الإنتاجية. مع استمرار تقدم البحوث والدراسات في مجال الحضور المقنع، يجب على العاملين في برنامج تعزيز الصحة أن يتكيفوا لتزويد الموظفين بأفضل حلول ممكنة للرعاية الصحية. وسواء كانت الرعاية الصحية الوقائية أم عيادات لقاح الأنفلونزا، فإن المفتاح لضمان صحة الموظف هو مواصلة أبحاث الرعاية الصحية ومواصلة تطوير برامج تعزيز الصحة للموظفين.